
هل يمكن لجيل اليوم أن يصمم مدن الغد بشكل أفضل وأكثر استدامة؟ في نادي العلوم والتكنولوجيا، لا نطرح هذا السؤال للنقاش فحسب، بل نحوّله إلى مشروع عملي وملموس. على مدار الأسابيع الماضية، انكب طلابنا في المرحلة الإعدادية على مشروع “المدينة المستدامة”، في رحلة من البحث والإبداع أثمرت عن نماذج مبتكرة لمدن المستقبل.
كان التحدي هو تصميم نموذج مصغر لمدينة متكاملة تعتمد بالكامل على الموارد المتجددة. قام الطلاب بالبحث في أحدث التقنيات المتعلقة بالطاقة الشمسية، أنظمة إعادة تدوير المياه، أساليب الزراعة الحضرية، وتصميم المساحات الخضراء التي تعزز جودة الحياة. كل فريق كان مسؤولاً عن تصميم قطاع معين، من شبكة النقل الكهربائي إلى المباني الصديقة للبيئة.
هذا المشروع لم يكن مجرد تمرين في العلوم، بل كان درساً عميقاً في التفكير المنظومي (Systems Thinking)؛ حيث أدرك الطلاب كيف أن كل قرار في قطاع الطاقة يؤثر على قطاع المياه والنقل. لقد طوروا مهاراتهم في البحث والتحليل، وتعلموا كيفية تحويل البيانات المعقدة إلى حلول تصميمية بسيطة. والأهم، أنهم عملوا كفريق واحد متكامل، يجمعون الأفكار ويتخذون القرارات بشكل جماعي لبناء رؤية مشتركة.
تقول إحدى الطالبات المشاركات: “الأمر المدهش هو أننا لم نكن نبني مدينة من الخيال، بل كنا نبحث عن حلول حقيقية لمشاكل حقيقية تواجه عالمنا اليوم. شعرت بأننا نساهم في شيء مهم ومؤثر”.
إن نماذج المدن المستدامة التي بناها طلابنا هي أكثر من مجرد مشاريع مدرسية؛ إنها دليل على أننا عندما نمنح شبابنا الأدوات والثقة، يمكنهم أن يصبحوا مهندسي الحلول لمستقبل أفضل. في مدرستنا، نحن لا نُعِدّ الطلاب ليعيشوا في المستقبل فحسب، بل نُعِدّهم ليقوموا ببنائه.