
في عالم تتزايد فيه التعقيدات المالية، لم يعد الذكاء المالي مجرد مهارة للكبار، بل أصبح ضرورة أساسية يجب غرسها في سن مبكرة. من هذا المنطلق، نظم “نادي مهارات الحياة” ورشة عمل تفاعلية بعنوان “ميزانيتي الأولى”، والتي هدفت إلى تزويد طلابنا بالأدوات والمعرفة اللازمة لإدارة أموالهم بوعي ومسؤولية منذ الآن.
لم تكن الورشة مجرد محاضرة عن الأرقام، بل كانت تجربة عملية ممتعة. من خلال محاكاة لمواقف حياتية حقيقية، تعلم الطلاب كيفية إنشاء ميزانية شخصية بسيطة، وتتبع نفقاتهم، والتفريق بين “الرغبات” و”الاحتياجات”. تم استخدام أمثلة قريبة من واقعهم، مثل التخطيط لشراء هاتف جديد أو الادخار لرحلة مدرسية، لجعل مفاهيم الدخل والمصروفات والادخار ملموسة ومفهومة.
كان الهدف الأعمق للورشة هو بناء عقلية مالية سليمة. لقد تدرب الطلاب على مهارة تحديد الأولويات واتخاذ قرارات واعية بشأن أموالهم. تعلموا أهمية تحديد الأهداف المالية، سواء كانت قصيرة أو طويلة الأمد، واكتشفوا قوة تأجيل الإشباع الفوري من أجل تحقيق هدف أكبر في المستقبل. هذه المهارات لا تتعلق بالمال فحسب، بل ببناء شخصية منضبطة وقادرة على التخطيط لمستقبلها.
يقول الخبير الاقتصادي الذي أدار الورشة: “عندما نعلم طفلاً كيف يدير 100 درهم، فإننا لا نعطيه 100 درهم، بل نمنحه المهارة التي ستمكنه من إدارة ثروة في المستقبل. نحن نبني عقلية الوفرة والمسؤولية.”
نحن فخورون بأن نقدم لطلابنا هذا النوع من التعليم العملي الذي يجهزهم للحياة الحقيقية. خريجونا لن يكونوا فقط متميزين أكاديمياً، بل سيكونون أيضاً مواطنين واعين ومستعدين لاتخاذ قرارات مالية سليمة تبني لهم مستقبلاً آمناً ومزدهراً. هذه هي التربية المتكاملة التي نؤمن بها.