
في إطار مواكبتنا للمهارات الأساسية للقرن الواحد والعشرين، انضمت مدرستنا إلى المبادرة العالمية “ساعة من البرمجة” (Hour of Code)، وهي حدث عالمي يشارك فيه عشرات الملايين من الطلاب لتبسيط فكرة البرمجة وإزالة الغموض الذي يحيط بها. لقد كانت فرصة رائعة لطلابنا الصغار ليأخذوا خطواتهم الأولى في عالم التكنولوجيا والإبداع.
لكن، ماذا تعني “البرمجة” لطفل في المرحلة الابتدائية؟ إنها لا تعني كتابة أسطر معقدة من الكود، بل تشبه إلى حد كبير اللعب بمكعبات الليغو الرقمية. باستخدام منصات بصرية مثل “سكراتش” (Scratch)، يتعلم الطلاب كيفية سحب وإفلات كتل الأوامر الملونة لإنشاء شخصيات كرتونية تتحرك، تتحدث، وتتفاعل، محولين بذلك الأفكار من خيالهم إلى قصص متحركة على الشاشة.
إن الهدف الحقيقي من “ساعة من البرمجة” أعمق من مجرد تحريك شخصية كرتونية. إنه تدريب عملي على التفكير المنطقي، حيث يتعلم الطالب كيفية ترتيب الأوامر بشكل متسلسل لحل مشكلة ما. وهو درس في الصبر والمثابرة، خاصة عندما لا يعمل الكود من المرة الأولى ويحاولون اكتشاف الخطأ وإصلاحه (وهي مهارة أساسية للمستقبل تسمى Debugging). والأهم، أنه يطلق العنان لإبداعهم ليصبحوا صانعين للقصص والألعاب، لا مجرد مستهلكين لها.
يقول التلميذ آدم (8 سنوات) بحماس: “لقد جعلت القطة تتحرك وتقول مرحباً! الآن أريد أن أجعلها تطير إلى القمر”. هذا الفضول هو بالضبط بداية رحلة الابتكار.
إن تعليم أساسيات البرمجة في سن مبكرة لا يهدف بالضرورة إلى تخريج مبرمجين، بل إلى تخريج جيل يفهم لغة العصر، لا يخشى التكنولوجيا، ويمتلك عقلية قادرة على حل المشكلات والإبداع. نحن فخورون بأن نكون جزءاً من بناء هذا الجيل.